عنوان الخبر

2024-12-23 21:51

إعادة النظر في نظرية الطبيعة الافتراسية للبشر: اكتشافات جديدة تثير الشكوك

نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" مقالًا مقتبسًا من كتاب "غاضبون: لماذا نتشاجر حول الأخلاق والسياسة وكيف نوجد أرضية مشتركة" من تأليف عالم النفس الاجتماعي الدكتور كورت غراي. في المقال، يستعرض غراي اكتشافًا مذهلًا قام به عالم الأنثروبولوجيا ريموند دارت في صيف 1924، حينما عثر على مجموعة من الأحفوريات في جنوب أفريقيا. ومن بين هذه الأحفوريات، اكتشف "طفل تاونغ"، الذي اعتبره "الحلقة المفقودة" بين القردة القديمة والبشر. دارت اعتقد أن هذه الجمجمة تكشف عن جانب "شرير" في الطبيعة البشرية، حيث كانت هناك علامات تشير إلى أن هذا الكائن البشري الصغير قد قُتل وأُكل من قبل أحد أفراد قبيلته، ما دفعه إلى استنتاج أن أسلاف البشر كانوا مفترسين وآكلي لحوم البشر. نظرية دارت حول الطبيعة المفترسة للبشر لاقت قبولًا واسعًا في الأوساط العلمية، وأصبحت جزءًا من الثقافة الشعبية أيضًا، كما في رواية "أمير الذباب" وفيلم "2001: أوديسا الفضاء"، حيث تُظهر تحولات عنف البشر وتوحشهم. غراي يوضح في مقاله أن هذا الافتراض حول الطبيعة الافتراسية للبشر قد أثر على تصوراتنا السياسية أيضًا، حيث يرى الديمقراطيون والجمهوريون أن خصومهم يتخذون قراراتهم بدوافع خبيثة، كما في القضايا البيئية أو الاقتصادية. لكن غراي يناقش أن هذا الافتراض خاطئ، ويعرض نتائج جديدة تثير الشك في صحة استنتاج دارت. في تسعينيات القرن الماضي، قام الباحث لي بيرغر وآخرون بإعادة فحص الأحفوريات، واكتشفوا أن الأحافير التي درسها دارت تشير إلى وجود عش نسر قديم وليس دليلًا على افتراس بشري. اكتشف بيرغر قشور بيض النسر في المنطقة، ما يشير إلى أن "طفل تاونغ" قد يكون فريسة لنسر ضخم، مما يعيد تفسير الشقوق في الجمجمة كعلامات نقر منقارية. غراي يدعم نظرية أن أسلاف البشر كانوا في الأساس فرائس أكثر من كونهم مفترسين، مشيرًا إلى اكتشافات أخرى، مثل جماجم أشباه البشر المثقوبة بأنياب قطط السيف، التي تدعم فكرة أن البشر كانوا عرضة للافتراس في الماضي.

التعليقات

لا توجد تعليقات حتى الآن. كن أول من يعلق!

يرجى تسجيل الدخول لإضافة تعليق.